الرئيسية » لماذا ينجح المضطهدين أكثر من الناس الطيبين…

لماذا ينجح المضطهدين أكثر من الناس الطيبين…

لماذا ينجح المضطهدين أكثر من الناس الطيبين...

لماذا ينجح المضطهدين أكثر من الناس الطيبين...

النجاح والفلاح عنصرين مهمين في حياة كل انسان ، وليس المقصود منهم الحصول على المال الوفير فقط ، بل تحقيق جميع الأهداف بمختلف المجالات سواء تعلق الأمر بالمجال الصحي ، بالعلاقات الإجتماعية ، أو الأسرية ، العلمية ، أوالعملية ، أو في مجال البيزنس…فتحقيق النجاح يشمل كل المجالات والجوانب ، حتى يكتمل التوازن ،وبالتالي تصل للحياة الطيبة التي تحدث عنها الله عزوجل .

غير أن تحقيق هذه الغاية يتطلب من الإنسان نية صادقة وعمل مع وجود إيمان وقناعات ايجابية تدعم تلك النية والعمل ، وهنا يكتمل السر ، فليس كل انسان لديه هذه الأشياء مجتمعة بل قلة منهم وهم من يصلون لقمة النجاحات ، أما الباقي فتختلف فيهم بين من يتوفر على النية لكن دون عمل ،ومن لديه النية وعمل لكن قناعاته فيها شك ، وتردد ..،في حين أن العديد من الناس لا يتوفرون لا على نية ولا عمل أو واحدة فيهم دون الأخرى ، وهو ما جعلهم لا يحققون النتائج أو الأهداف التي يرغبون بها .

غير أن هناك شخصيتين هما الأكثر حيرة بين الناس بالرغم من توفر أحدهم على كل الإمكانيات للنجاح من نية وعمل متقن، وقناعات متذبذبة، لكن لا يفلح في تحقيق شيء ،على عكس الأخر بالرغم من شخصيته السيئة وأخلاقه الغير جيدة لكن يستطيع الوصول لأهداف عظيمة ،لأنه يتوفرعلى أهم ميزة تعطيه الأفضلية ، وهنا سنتطرق للفرق بينهم من الناحية النفسية ،أما باقي الأنواع التي لا تدخل ضمن الشخصيتين سنختم بالمشكل عندهم والحل .

طالما تسائل الناس وفي أعينهم الكثير من الذهول والحيرة ، لماذا ينجح فلان رغم أخلاقه الدنيئة وتصرفاته الغير جيدة ، لكن بالرغم من هذا ، فهو يحقق أشياء عظيمة لنفسه وأحيانا للمجتمع ، والسبب النفسي في ذلك أن الشخص المضطهد لا يفكر ولا يركز إلا على نفسه ، وعنده من القناعات التي تدفعه رغم أن أغلبها خاطئة وسيدفع ثمنها عاجلا و أجلا ، لكنه يؤمن بها وهي التي تعطيه ثقة كبيرة بنفسه وفي أهدافه ،والكون يحققها له لأنه مسخر له ومن هذه القناعات:

  • -التوكيدات التشجيعية التي يسمعها من المحيطين به، إما بسبب قلة الوعي منهم أو لأنهم يستغلونه لأنهم يحققون من ورائه نتائج ، وهنا يتق بنفسه فيؤمن بالهدف الذي يسعى له ويتخيله فيستجيب له الكون ويحققه له.
  • امتلاكه الشجاعة في اختيار ما يريد بدون خوف أو تردد ، ولا يترك المحيطين به يؤترون على ثقته بنفسه ،لأنه يفهم لغة الماكر تشكيكه في نفسه وقدراته …، كما أن شجاعته واضطهاده يساعدانه على تفادي سماع التوكيدات الماكرة من الناس ،لأنهم على معرفة أنه يفهم لغتهم وطريقة مكرهم إما أنه كان يقوم بها أو على علم بها أصلا… عكس الطيب.
  • -لديه قوة شخصية وصلابة رأي لا يترك أحدا يزعزعها له ، على عكس الإنسان الطيب بسهولة يتلاعبون بثقته بنفسه وبقدراته ويشككونه في إمكانياته بمكر وخداع …فيصدقهم ليتبرمج بها ثم يفشل .
  • -كذلك عنده خيال قوي جدا ، يعني يجيد التركيز على أهدافه وعلى وضع صورة واضحة بعقله والإستمرار عليها أطول مدة حتى يصبح يشعر بها ، هنا الكون يسجيب فينفذها له .
  • -ومنهم من لديه قناعات خطيرة ، مثل يشعر أنه أفضل من الأخرين ،وأنه مصدر الكون والأخير يدور حوله وعليه يرتكب جميع الحماقات ،والديكتاتورية ،والإضطهاد ،والإستعباد ،والإعتداء على حقوق العباد والبلاد، بالإضافة الى تخويفهم ووتهديدهم بالإنتقام ممن رفض أو بالصراخ …وأنه لن يحقق أي شيء إلا إذا كان بهكذا شخصية ، كل هذا حتى يجعل الجميع يطيعه ليتحكم وينفذون له ما يريد ، فيتبرمج على أن كل ما يريد في ملكه وسيحققه مهما كان ، والكون نعم سينفذه له لأنه يمتلك المشاعر والطاقة ، فيستجيب له غير أن النتائج بعد تحقيق الهدف ستكون خطيرة عليه بسبب الوسيلة التي وصل بها للهدف ،وسنتحدث كيف يبرمجها له الكون نتيجة أفعاله . .
  • -أيضا تشجيع محيط فاسد له من خلال حثه على فعل أي شيء يريد ولا يخاف من أحد حتى يصل لهدفه ، هنا أيضا سيصل بسبب قوة و صلابته على هدفه وطاقته اليه ، لكن الكون سيلاحقه عاجلا أو اجلا ، بمجرد ما يصل لما يريد كما شرحنا في الفقرة السابقة .. .
  • كذلك من الفوارق بينهم أن الشخص النرجسي المضطهد لا يهمه الطريقة التي يصل بها لهدفه بل المهم الوصول كيفما كانت الوسيلة ،عكس الأشخاص الطيبين تهمهم الطريقة والوسيلة حلال صحيحة نافعة ..أما الأول كيفما كانت الوسيلة لا يهم المهم الهدف ، لذلك تجد الكثير من الأشخاص رغم تحقيقهم للنجاحات فهم غير سعداء ومتعصبين ويضاعفون اضطهادهم وعجرفتهم ومرضهم النفسي أكثر حتى يصل لأهداف أخرى وهكذا .. .

فجميع هذه القناعات تشجعه للوصول وتدفعه بقوة نحو هدفه ، والكون لن يصحح له ، لأن ليس دوره التصحيح بل ينفذ فقط، والنتيجة التي حققت يعني هدفك سيشاهد مدى تأثيره على نفسك وللمجتمع فإن كان خير، سلام، محبة ، مساعدة….فيدفعك أكثر للوصول لما هو أعلى ويعطيك مشاعر سعادة ، ومحبة ،وسلام، وطمانينة ،وراحة نفسية أكبر..وحقوق .بإدن من الله عزوجل .

لكن إن كانت نتيجة الهدف يعني ما خلفه ، ضرر للعباد ،صراعات ، غيبة، نميمة، تفرقات …حروب فسينشر في نفسه مشاعر ضيق ، حزن ،إكتئاب ، مرض نفسي ، عصب …ثم يحدد نسبة المشاعر التي خلفها الضرر .. حتى يختار القدر المناسب لنفس المشاعر ،ولهذا ستجدهم يتعرضون إما لمرض أو سجن أو حوادث ..وتختلف بإختلاف نسبة الضرر الذي أحدثه لنفسه وللمجتمع ،وذلك من جراء تصرفاته وأفعاله التي وصل بها للهدفه ..وهنا تفهم أن الكون لا يصحح يعطيك الهدف ثم من بعد يطرح المشاعر كنتيجة الهدف الذي إخترته ، وبالتالي الإنسان عليه أن يعي بالنتيجة هل هو في الطريق الصحيح أم لا .

أما الشخص الطيب فالعكس تماما رغم توفره على أخلاق عالية وعمل يقوم به ونية واضحة ، لكن يفتقد لإحدى الأشياء التي يتميز بها المضطهد أولها قوة شخصية ومناعة في مواجهة الماكرين في القول والفعل ، فالشخص اللطيف بسهولة يثم التلاعب بقدراته وثقته بفسه حيث يقومون بارسال له عبارات ابليسية وقناعات شيطانية حتى يشك بنفسه وامكانياته وقد يصلون معه حتى لتهديد إن نجح وهذا يكون بطريقة ماكرة كأن يتكلمون عليه وهو موجود معهم أو يتغامزون أويضحكون وهم يشاهدون فيه أو يستهزئون بقدراته كأن يصفونه بالإنسان المتكبر إن استطاع النجاح في عمل ، هدف وبخوفه من كلمة التكبر يتراجع عن التحفيز حتى ينجح مستقبلا مخافة أن يكون متكبر.. وقد يصلون معه الى ما هو أقصى من ذلك من خلال حثه على تجربة التعاطي لشيء أو تناول لشيء ….فالحذر كل الحذر.

كل هذه الأمور إن استمر التعرض لها مرارا وتكرارا لمدة شهر الى شهرين سينتهي حلمه وحياته إن لم يصحح، وهذا ليس بالأمر السهل وخصوصا وهو لا يفهم البرمجة اللغوية العصبية والعادات، والبرمجة عن بعد ،والعقل اللاواعي فهنا ستتحول حياته من القناعات الإيجابية التي كانت عنده والثقة بنفسه الى شخص فاقد للشخصية قناعات مضطربة خيال مضروب يغلب عليه الكلمات التي سمعها منهم ،لهذا يفشل رغم توفره على امكانيات كبيرة بالمقاربنة معهم .

فالنجاح بهذه الحياة ليس فقط امكانيات بل لازم تفهم لغة المكر والخداع حتى لا تكن ضحية ماكرة أو مخادع أو مضطهد أو مريض نفسي.. فيضيع لك مجهود سنوات ، ولاىتنسى الصلوات والتقرب لله حتى تجد الدعم الكبير من الله عزوجل.

لذلك أول ما نوصي به :

1_جعل البيئة الخاصة بك نقية ولو بقيت لوحدك فأنت الجماعة ،ركز في نفسك وغادر من يحبطك ويريد برمجتك وزعزعة ثقتك بنفسك أو توصيل رسالة لعقلك اللواعي أنك لا تستحق النجاح أو إذا نجحت فانت متكبر اعزل نفسك أو كن صديق لمن يشجعك يضاعف تقتك بنفسك فقط .

2_ابتعد عن الماكرين ،فأنت بشخصية الطيب تستطيع النجاح بسهولة ونتائجك ستكون عظيمة والكون سيستجيب لك …

3_ استمر في ما كنت عليه من قناعات ايجابية وأخلاق عالية وركز على العمل والنية مع حسن الخيال لهدفك ،هنا ستصل بسهولة ونتائجك ستكون قوية وعظيمة .

ولا تعتقد أن النجاح فقط للناس المضطهدين كما هو منتشر بالوعي المجتمعي ،وبالتالي أنت أمام خيارين إما تصبح مضطهد مثلهم أو تتراجع عن النجاح أصلا لأن شخصيتك ليست هكذا ولا تريد أن تصبح مضطهد فتفشل ، بل النجاح بيد الناس الطيبين الذين يطبقون أوامر الله ورسوله .

1_داوم على تجديد طاقتك ومضاعفتها مرارا و تكرارا حتى يصبح جسمك نقي وبه شحنة عاليه من الطاقات العالية ، وذلك من خلال اقامة الصلاة ، قراءة القران ، الدعاء ـ الذكر ، الصدقة ،التامل ..

2_ضع هدف ونية واضحة لا تغيرها بل استمر عليها لأكتر من شهر الى شهرين حتى يفهمك الكون وتجمع الطاقة بجسمك ثم انتقل الى هدف أخر.

3_ابتعد عن الزنا والعلاقات الغير شرعية حتى لا تفقد رسالتك في الحياة ،فهذه العلاقات تجعل ابليس يتوغل الى أجهزتك العصبية ويضع لك القناعات السلبية التي تشكك في قدراتك واستحقاقك ، وهنا ولو عملت بجهد لن تحصل على شيء ،لأن طاقتك سلبية أصلا..

4_دوام على العمل مرارا و تكرارا ، حيث حاول أن تشاهد الناجحين وقلدهم بالبدية ، حتى تفهم العمل أنذاك ابدع بطريقتك الخاصة.

5_اختر المحيط بعناية فائقة ، فالجلوس بمفردك والعمل بتركيز أفضل من الأصدقاء الذين يشككون في قدراتك …

كل البشر مبرمجين من الله عزوجل على النجاح والفلاح معا ، غير أن البشر حذفوا الفلاح وركزا على النجاح ،فأصبح العديد منهم لا تهمه الطريقة التي سيصل بها الى هدفه ، المهم أنه يجب أن يصل ، فارتكبوا جميع الحماقات والأساليب من اضطهد ،وعنف ،ومكر ،وخداع ، وغيبة ،ونميمة.. وفي الأخير يحصلون على هدفهم لكن بطاقة سلبية ومعاناة نفسية.

ولهذا تجد أغلب البشر بالرغم من أنهم يتوفرون على كافة ما يحتاجون إليهم من ملذات وخيرات وأكثر ،لكن أخلاقهم صفر وتعاملاتهم قبيحة ولغتهم لغة الجهل ،يخافون من كل شيء ويفقدون الثقة في كل شيء ويتحسسون من كل شيء الرعب الحقيقي في أجسامهم ،ليس عندهم مبدأ الوسطية ولا التوازن وذلك بسبب واحد أن الطريقة التي وصل بها لهدفه ليست اخلاقية .

فحاول أنت أن تجمع بين الفلاح والنجاح ،من خلال اتقان الوسائل والعمل باستمتاع وبرضى الله عزوجل، يعني أن تكون في الطريق الحلال ، فالله سيسئل العباد عن مصدر الرزق وفيما أنفقه ، فنتيجة هذه الطريق تحقيق الهدف والوصول للمشاعر التي تريدها طمأنينة ،وحرية ،وقوة ،وسعادة ،وراحة، وصحة ، وثراء ، وعلاقات.. …وبالتالي ستستمر في العمل بكل ثقة وقوة وشجاعة وحافزية ،وأنت في قمة سعادتك النفسية.