خلق الله عزوجل في الحياة كل شيء بتوازن كما قال في سورة الرحمان بسم الله الرحمان الرحيم « الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشّجر يسجدان والسّماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسِروا الميزان »
فقانون التوازن هو واحد من القوانين الرئيسية في الكون ، وهناك بعض العلماء من يعتبرونه هو أب القوانين الكونية ، في حين يعتبر أخرون أن قانون الجذب هو أب القوانين الكونية وعميدهم ، وسواء كان الأول كذلك أم لا ، فهو من القوانين الأساسية التي يجب أخد الحيطة والحذر في التعامل معه ، من خلال عدم الإخلال به في حياتك وتعاملاتك وتصرفاتك اليومية .
ويعني أنه عليك أن تعيش بتوازن بإعطاء كل ذي حق حقه ، ويتم ذلك من خلال توزيع يومك بين القيام بالنسك من إقامة الصلاة ، ، وثلاون القران ، الدعاء والذكر ، التأمل وبين العمل في شيء سواء حرفة ، مهنة ،وظيفة … تحقق نفع للبشرية وتحسن من حياتهم في أي مجال كان ، وأيضا بين تزكية النفس وتعلم علم معين أو كسب ثقافة أو لغة …دون أن تنسى جانب العلاقات ، والترفيه …
فالتوازن يوصي به ديننا الحنيف وجاءت فيه أية كاملة كما سبق ذكرها ، وهذا يعني أن الأمر في غاية الخطورة عند الكون ، وأنه يجب أن يثم احترامه ، وإلا فالنتيجة تكون قاسية جدا على الناس من خلال وقوع حوادث ومشاكل لمن أخل به، فالمصائب مثلا التي تقع في المناسبات والأفراح والأمراض التي تصيب الإنسان، والصعوبات التي يجدها بحياته سببها هو عدم توازن الناس وتركزهم الكبير على جانب دون أخر، يعني يميلون الكل الميل نحو جهة على حساب جهة اخرى ،وهنا لتذويب هذا الإخلال وعدم التوازن ، يقوم الكون بعمل سيناريو سواء أكان حادثة أو مشكل أو عنف …حتى يذوب فيه هذا الأخلال.
فمثلا التركيز فقط على العمل لساعات طويلة باليوم ، وطيلة أيام أو أشهر أو ربما لسنوات دون إعطاء الحق للجسد من خلال عمل الرياضة وتناول الأكل الصحي يعني تهمل جسمك وطعامك ، فهذا هو الإخلال بالتوازن وهنا الجسم سيعطيك علامات سلبية كالضعف أو السمنة أو الشيخوخة المبكرة …وقد يصل الأمر الى أقصى من ذلك بأن تعاني من مرض بعدما تحقق هدف أو قبل تحقيقه ، فانتبه .
فموضوع التوازن من أهم المواضيع التي عليك التركيز للفهمه ، حتى توجه حياتك نحو الحياة الطيبة التي تحقق فيها كل ما تريد بمنتهى اليسر والسهولة ، وبدون ما تعاني كما يقع لأكثر الناس ، فوضع خطة تجمع فيها كافة الجوانب سواء الروحية أو النفسية أوالجسدية أوالعملية أوالترفيهية والعلاقاتية .. والعمل علي تنفيذها بالواقع ،هو ما سيجعلك في مأمن من أي مشكل أو خطورة قد تلاحق لتذويب الإخلال الذي قمت به ، وأيضا هو ما سيجعل كافة حقوقك تأتي لك طائعة وخاضعة لك بدون ما تسعى لهم نهائيا لأن الله عزوجل هو من يتكلف لك بهم، طالما أنت في عنايته وفي بابه .
كما قال الله عزوجل :” لا نسالك رزقا نحن نرزقك ” وأيضا قوله : “ وان ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه لسوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى ” يعني الله عزوجل هو من يجزي العباد ،نحن فقط مطالبين بعمل التوازن بين الروح النفس والجسد والباقي على الله .
مثال ليصل لك المعنى وتتضح لك الصورة :
إذا ركزت على الجانب النفسي فقط يعني على العمل دون الإهتمام بالجانب الروحي ودون الاهتمام بالجانب الجسدي ، هنا ستعاني من الأمراض الروحية يعني من الإكتئاب والقلق والخوف ثم من الأمراض العضوية ..أما اذا ركزت فقط على الجانب الروحاني دون النفسي أو الجسدي ، فهو خطأ و ستعاني من الوقت الضائع ، واللامبالاة ثم من الفقر …وغياب القيمة والمعنى ،لأنك أخللت بالتوازن وركزت فقط على الجانب الجسدي دون النفسي والروحاني.
فالحياة تتطلب منك توزيع المجهود والوقت على الجوانب الثلاتة مجتمعة ، حتى أن الميل قليلا الى جهة دون أخرى حسب العمر الذي أنت فيه وحسب الظروف ، أمر عادي لكن لا تميل كل الميل أو لأشهر عديدة ولربما لسنوات ، لأنك ستعاني مع الوقت إن كان الميل عميق ولمدة طويلة ، فانتبه وركز على وضع برنامج لحياتك يضم فلسفة وعادات تقوم بها يوميا تشمل الجوانب الثلاثة ، ثم توزع ساعات اليوم عليهم .
وتذكر فالجسد يملك عليك حقه وأيضا النفس والروح ، فأكلك الغير الصحي أو العادات القبيحة التي تقوم بها ، أو إهمالك للقرأة أو للعمل أو للترفيه عن النفس …وكل هذه أمورعندها أضرار بالمستقبل ، حيث ستجعلك بجسم مترهل تعاني من الخمول والضعف والكسل والسمنة ، وأيضا الذماغ سيعاني من الزهايمر ، فكل عادة قبيحة تستمر عليه لسنوات ستنتج لك نتيجة سلبية بالمستقبل ،فانتبه .
وصحح الأن عاداتك وأفعالك ، واعط لكل مجال حقه من خلال القيام بالعادات التي ستنتج لك فيه نتائج رائعة ، فأي شيء يمكن أن تصححه الأن فقط تحتاج لمعلومات وعادات صحيحة .
المقالات الأخيرة في 24 ساعة🔥:
رحلة سياحية بمدينة مراكش🌴+تكاليف الرحلة💰
كيف تجعل الكون مسخر يحقق لك ماتريد…
أسرع شيء يوصل للهدف وكيف تتقنه …~؟