الرئيسية » رسالة المشاكل لك هي دعوتك ل…

رسالة المشاكل لك هي دعوتك ل…

رسالة المشاكل لك هي دعوتك ل

رسالة المشاكل لك هي دعوتك ل

كل شيء في الكون خلق بقدر يعني لرسالة معينة ، لا يوجد شيء عبثي في الحياة ، بل حتى التحديات التي نسميها المشاكل ، هي موجودة لحكمة باللغة تحمل في باطنها رسائل لمن تلاحقه ، وهي إما أن إيجاد الحل لها ستصبح رسالته بالحياة ، يعني أن الحل الذي توصل له سينفع به كل من يعاني من نفس المشكل وايضا نفع باقي البشر ، أو أن رسالة المشاكل لك هي دعوتك للتركيز، للرجوع لنفسك لحياتك ، بدل من الضياع الذي تعيش فيه .

فلو إتخدت أي شخصية ناجحة مثلا في زمان وعهد الأنبياء ستجد خير البشرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعه الأنبياء والصحابة ، كلهم كانت بداية حياتهم قاسية وتعرضوا للشتى أنواع التحدياث والصعوبات ، فالرسول محمد فقد والديه وهو طفلا وعاش يتيما لسنوات طويلة ، ولا يوجد أقسى من فقدان الوالدين ومع ذلك كان خير البشرية وحمل رسالة عظيمة من الله عزوجل ، والتي هي نشر تعاليم الإسلام وتغير معتقدات الناس ، وهي رسالة صعبة جدا ليس من السهل حث الناس على تغير المعتقد والفكر ، ولن يكون قادرا على تحمل ذلك لولا القوة التي أعطاه الله عزوجل ثم تحمل الظروف القاسية التي عاشها منذ طفولته ..

ومع ذلك إستطاع  جعل العديد من القبائل بأن تعلن اسلامها وتوحد الله وتؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم ، وأيضا لو درست حياة الصحابة والأنبياء مثلا الصحابي الجليل عبدالرحمان بن عوف كانت ظروفه المادية  صعبة جدا ، لكن استطاع من بناء بيزنس كبير بعد ذلك وحقيق ثروة تفوق المليارات .

أما لو تمعنت في جميع الناجحين في زماننا اليوم  في مختلف المجالات سواء أكان عالما ، أو رياضيا ، سياسيا ، أو دبلوماسيا ، موسيقيا… ، مثلا صاحب شركة أبل … أو اللاعب رونالدو أو الصحفي بقناة الجزيرة القاسم أو الصحفية أوبرا…. فكل هؤلاء المتميزين ستجد طفولتهم كانت صعبة  وعانو من ظروف قاسية ،خصوصا في الجانب المادي حتى أن  منهم من لا يجد حتى رغيف خبز يأكله مع أسرته ، وأخرون عانوا من قساوة اليتم وأن يكون معيل الأسرة متوفي ، وهناك من تشرد وهو طفلا ..كستيف جوبز ولكن بالرغم من ذلك استطاع بناء واحدة من أفضل الشركات في مجال الحواسيب أبل.

والشاهد من ذلك أن حياة المتميزين لم تكن سهلة ، لكن رغم ما مروا به من ظروف ومشاكل غير أنهم استطاعوا  تغير حياتهم وتحقيق نجاحات مبهرة حيرت البشرية ، وكان الدافع لهم هي تلك المشاكل التي تعرضوا لها ، لأن لو لم يعشيوا تلك الصعوبات في طفوتهم لما حققوا نفس النجاحات وبتلك القوة   .

فإذا درست الكون والقوانين الكوينة ستعلم أن الله عزوجل يخلق الأشياء والأحداث لرسالة معينة ،ولا يخلق الناس ليعذبهم بالمشاكل  ، بل يريد منه فهم رسالتهم وتقويتهم بهذه التحديات  وجعلهم مستعدين لما سيأتي وسيصبح عليه مستقبلا ، لأن هذه المشاكل هي الدافع والحماس الذي يحرك الإنسان ، ويجعله قويا في مواجهة الصعاب التي قد تعترض طريقه نحو رسالته .

فالكون له استراتيجياته وطرقه المنفردة فهو لا يفكر كما نفكر ولا يخطط كما نخطط ، بل يعلم ما هي الأشياء التي ستجعلك قويا قادرا على تحمل الرسالة التي كلفك الله بها ،ومن ثم يضعها بحياتك اتباعا حتى تصل في النهاية الى الرسالة النهائية ، أنداك ستكتشف وتشرح حياتك للناس فهو يرتب لك الأمور بعناية فائقة تفوق قدرات البشر وتحاليلهم .

لأنه يعلم أن أكثر الناس مبرمجين بالعلوم التجريبية يعني العقل يضع فقط الحلول التي سمع وشاهدها من قبل ، أما التي لم يسمع ولم يشاهدها فليست في ضمن حلوله ،ولهذا البشر يخافون من التحديات الجديدة عليهم على عكس من كان يفهم هذه الأشياء يتصرف بعفوية ويترك روحه تتصرف هنا يعلم أن التحدي لحكمة باللغة من الله عزوجل وتريد توصيل رسالة له.

ولهذا الشيء الذي نريدك التركيز عليه أن التحديات التي تعيشها تحمل في طياتها رسالتك بالحياة ، فالله خلقك وكلفك برسالة عليك تأديتها بحياتك وستأتي من خلال الحلول التي ستجد للمشاكل التي ستعاني منها ، فركز على الرضى بها واعمل على ايجاد الحلول لها ، و في نفس الوقت لا تنسى روحك فهي الداعم للحلول من خلال جعلها دائما متحمسة بعمل النسك والعبادات .

فالله عزوجل خلق في روحنا الحلول لكل المشاكل التي سنعاني منها ، لكن يلزم حتى تقدمهم لك بأن تفعل النسك بإقامة الصلوات ، وثلاوة القران ، الصدقة يعني تعمل الأعمال الصالحة مع التأمل ..فهذه أعمال تجعل روحك تنتعش وتكون في قمة قوتها وستساعدك في تجاوز أي محنة كيفما كانت لأنها تعلم الحل مسبقا ومزروع فيها من الله .

وكخاتمة للموضوع : 

المشاكل التي تعاني منها تحمل لك الرسالة التي ستقدمها للبشرية ،فقط ركز على نفسك ، أترك روحك متحمسة من خلال قيامك بالنسك والاعمال الصالحة حتى تساعدك في حل هذه التحديات ، وبقيامك بذلك ستكون قد نجحت في إختبارك الدنيوي ،وبادن الله بالأخرة ، وهنا ستنهال عليك كل خيرات الأرض .