يشير علماء النفس التحليلي الى أن أي مجتمع في أي بلد بالعالم ، تنتشر فيه 5 شخصيات للناس ، ولا يمكن أن تجد أحدهم خارج عن واحدة من هذه الشخصيات الخمسة ، وتتعلق الأولى بشخصية الضحية ، التانية المضطهد ثم المحلل فالغامض وأخر شخصية وهي الأكثر وعيا وذكاءا وتسمى الشخصية المتوازنة .
فكل نوع من هذه الشخصيات الخمسة باستثناء المتوازن يكملها الطرف المقابل لها ، وذلك حتى يحدث توازن على مستوى الطاقة فيما بينهما ، ويستطيعان بذلك العيش والقيام بممارسة حياتهم بشكل عادي .
فمثلا الإنسان الذي تجده كثيرا الشكوى والتذمر والبكاء … يعني تبرمج على هذا القدر قدر الضحية والمضلمة ، فهذا النوع مع الأسف أينما حل وارتحل سيلاقيه الكون مع الشخصية المقابلة له شخصية المضطهد والتي تضاعف معاناته ومشاكله ،وذلك حتى يستمد منه القوة ليتوازن ، والأخير هو أيضا أينما حل وارتحل سيلاقيه الكون مع الشخصية المقابلة له شخصية الضحية حتى يستمد منه الضعف والبكاء ليتوازن هو الأخر .
وبالتالي ستفهم لماذا دائما الرجل أو الأغلب المرأة اللطيفة المحبة للسلام …تلتقي فقط مع الرجال العنيفين وتبقى معهم بالرغم من الأضرر التي يلحقونه بها سواء في علاقة زواج أو بمقر العمل …حيث ستجدها صابرة ويمكن أن تكون تحبه رغم كل هذا ، والسبب النفسي لذلك أنها مع كثرة البكاء والشكوى والضعف جراء ما تعرضت له من همجية وعنف …فهي تبرمجت على هذا القدر ،وبالتالي أصبح يشكل دائرة ارتياح لها ، والكون يعتقد أنه هدف تريده ، فيأتي لها دائما برجل يحقق لها الكثير من الظلم دون وعي منه ، وحتى يحقق لها التوازن أيضا عندما يفكر فيها ، وبالمقابل أيضا المضطهد غير متوازن ويحتاج الى طاقة ضعف حتى يتوازن وهنا سيلجأ الى البحث عن الضحية حتى يقوم باضطهادها وتخويفها وعندما ينجح في ذلك سيحصل منها على الطاقة التي تجعله يتوازن ويستطيع بذلك القيام بمهامه اليومية بشكل عادي .
وكمثال على ذلك أيضا : المضطهد لما يلاقيه الكون مع الطرف المقابل له يعني مع الضحية فهو لا يرى في تصرفاته واقواله …إلا ما يشعره بالنرفزة والغضب و بضرورة ممارسة العنف و الإضطهاد عليه إما بالعنف النفسي او اللفظي ..و يشعر المضطهد بأن الضحية ضعيف أمامه ، وهنا يقع لهم التوازن ، لأن تفكير كل واحد في الأخر يجعلهم يتبادلان الطاقة ،ونفس الأمر يحدث لكل من المحلل ، والغامض..
فالغامض مثلا يقوم بقصد من جسمه ودون وعي منه بتصرفات تثير حيرة الناس وتستفزهم وهنا من يملك شخصية المحلل هو من يأخد تركيزه واهتمامه دون غيره من الشخصيات الأخرى لأنه يميل الى تحليل الأشخاص والبحث من ورائهم والإستفسار عن سلوكياتهم وشعوره أن الغامض يخاف منه ويخاف ان يكشف لعبته وهنا يرتاح ومن ثم يشعر بان طاقته بدأت تمتلأ وايضا الغامض يعرف ان المحلل يفكر فيه وهذا ما اراده حتى يعطيه طاقته.
غير أن الذي لا يعرفانه أصحاب الشخصيات الأربعة أن الطاقة التي يتبادلانها فيما بينهم يعني مع الشخصيات المقابلة لهم هي طاقة مضرة جدا وستؤتر على صحة جسدهم مع الوقت ، لأن مصدرها انسان وثم أصلا استهلاكها وخصوصا أنها جائت من شخصية تعاني أصلا من عدم التوازن ، وبالتالي لازم على الانسان أن يكشف نفسه ويحدد الى أي شخصية ينتمي حتى يعالج سلوكاته وتصرفاته وأفكاره وينضم الى الشخصية الاكثر وعيا ومحبة وسلام وهي الشخصية المتوازنة التي يعيش صاحبها في جنة الأرض ويستفيد من اختبار الدنيا وهو في قمة الطمانينة والراحة بعيدا عن الشخصيات المضطربة السالفة الذكر وبالتالي حتى علاقاته الانسانية تكون ممتازة ونفسيته تكون في قمة سموها وراحتها ،لأنه يلتقي ويتعامل فقط مع الناس التي عندها نفس شخصيته .
وكما قلنا أن الجسم يلجأ لهذه الحيلة لأنه يجدك لا تعرف من اين تستمد الطاقة الأصلية النقية ، ولا تعرف كيف تقوم بذلك.
وحتى تحصل على الشخصية المتوازنة لازم أن تتعلم كيف تشحن نفسك من المصادر الطبيعية التي وضعها الله عزوجل وهي كالتالي : إقامة الصلاة ليس الصلاة بل قامتها يعني حسن أدائها والتركيز فيها بخشوع تام وهدوء ، ثم ثلاوة القران ،الصدقة ، ذكر الله بتركيز ليس بقلب غافل ، ثم الدعاء ، وتزكية النفس بالعلم والتحليل العلمي للمواد العلمية وخصوصا للقران والأحاديث النبوية ، ثم بالتأمل و التواجد بالطبيعة ، مجاورة الناس الناجحين الايجابين ، السفر …
وبالتالي فمصادر الطاقات كثيرة أضعفها الأكل الذي تأكله ، أما أعلاها القيام بالروحانيات التي تكلمنا عليها ، غير أن الكثير من الناس لا يعون لهذا الامر ، فيقع الجسم تحت الضغط حتى يجد له الحل ومن هناك يتبنى العيش تحت شخصية معينة حتى يستمد طاقته من الشخصية المقابلة لها.
كل هذه أمور تطهرك وتشحنك بطاقة نظيفة تجعلك متوازن وروحك تكون في قمة حماسها وشغفها وقوتها ، وجسمك أيضا يشعر بالراحة والقوة والتي تجعله يكون مستعد لأي عمل كيفما كان ، أما نفسيتك فطبيعي ستعيش الجنة وخصوصا لما تعمل في رسالتك التي الله وضعها في روحك ، هنا اكتملت المسألة وستكون على أبواب الجنة في الدنيا وإن شاء الله في الأخرة.
قاعدة أخيرة
من خلال ما سبق يتأكد لك ان أي انسان إما أن يكون ذو شخصية متوازنة يستمد طاقته من مصادرها الأصلية أو سيكون واقع في ويلات احد الشخصيات السلبية الأربعة السالفة الذكر، فاجتهد حتى تكون بشخصية متوازنة وابتعد عن باقي الشخصيات حتى تعيش مرتاح البال وبنفسية ممتازة ..
المقالات الأخيرة في 24 ساعة🔥:
رحلة سياحية بمدينة مراكش🌴+تكاليف الرحلة💰
كيف تجعل الكون مسخر يحقق لك ماتريد…
أسرع شيء يوصل للهدف وكيف تتقنه …~؟